مشاهير ونجوم
أخر الأخبار

«هرم من الطرب» و«عصر من الغناء».. 47 عامًا على وفاة كوكب الشرق أم كلثوم

«هرم من الطرب» و«عصر من الغناء».. 47 عامًا على وفاة كوكب الشرق أم كلثوم

ثومة، الست، كوكب الشرق، سيدة الغناء العربي، شمس الأصيل، صاحبة العصمة، قيثارة الشرق، فنانة الشعب، عبقرية الغناء، مطربة القرن، الهرم الرابع، رائدة السينما المصرية.. كلها ألقاب حازتها السيدة أم كلثوم من جمهورها الكبير من المحيط إلى الخليج.

ولدت فاطمة إبراهيم السيد البلتاجى في 31 ديسمبر 1898م في قرية طماى الزهايرة بمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، والدها إمام ومؤذن مسجد القرية، وحفظت القرآن بالكُتاب، وكذلك الكثير من القصائد وشاركت إحدى أخواتها الغناء، بدأت مشوارها الفني بالتواشيح الدينية بمرافقة والدها وارتدت زى الصبيان حيث لا يصح للفتيات بالغناء حينها.

تعرف والدها على الشيخين زكريا أحمد وأبوالعلا محمد عام 1916م، أُعجبا بصوتها وأقنعا والداها بالانتقال إلى القاهرة مع ابنته، لتبدأ الخطوة الأولى في مشوارها الفني.

كانت انطلاقتها الأولى حين أحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عزالدين باشا، وقامت سيدة القصر بإهدائها خاتما ذهبيا وثلاث جنيهات كأجر لها.

استقرت نهائيا بالقاهرة عام 1921م، وأقامت أولى حفلاتها العامة عام 1922م بحى الحسين، ثم غنت في حفلات كبار القوم بدءا من عام 1923م.

صدرت أول أسطوانة لها بقصيدة “وحقك أنت المنى والطلب”، ولاقت شهرة واسعة وباعت 18 أسطوانة لأغنيات أخرى بعد ذلك.

برزت شهرتها مع معرفتها بالشاعر أحمد رامي عام 1924م، فكتب لها ما يقرب 137 أغنية، ووقعت أول عقد هام لها عام 1926م مع شركة تسجيلات أقراص “نيجراما فون”، التي خصصت لها راتبا سنويا، ونسبة لكل قرص يتم بيعه.

كان صوتها هو أول صوت غنائى تفتتح به الإذاعة المصرية حفلاتها الخارجية الساهرة من دار الأوبرا عام 1935م.

قدمت الشعر العربى بحفلاتها بأداء غنائي مميز، وأسست أول نقابة للموسيقيين عام 1943م واحتفظت برئاستها لعشر سنوات.

مُنعت أغانيها فى الإذاعة الرسمية بعد ثورة 23 يوليو 1952م، لكنها عادت بقرار من جمال عبدالناصر.

خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، غنت نشيد “والله زمان ياسلاحى” الذى أصبح نشيدا قوميا لمصر فيما بعد.

كانت سفيرة مصر والعرب خلال هزيمة نكسة عام 1967م، فنظمت جولات عربية، وخصصت إيرادات حفلاتها للمساهمة فى المجهود الحربي، وقدمت حفلات غنائية يعود ريعها للخزانة المصرية والجيش، وكانت أولى حفلاتها خارج الوطن العربى على مسرح أوليمبيا بباريس عام 1967م.

شاركت في 6 أفلام هي: وداد عام 1936م، نشيد الأمل عام 1937م، دنانير عام 1940م، عايدة عام 1943م، سلامة عام 1945م، فاطمة عام 1947م، وغنت في فيلمين أولاد الذوات عام 1932م، رابعة العدوية عام 1963م.

تعاونت مع كبار الشعراء، منهم: أحمد شوقى، أحمد رامي، بيرم التونسي، مأمون الشناوى، عبد الفتاح مصطفى، أحمد شفيق كامل، وعبد الله الفيصل، نزار قبانى، الهادى آدم وغيرهم.

وتعاونت مع أعاظم الملحنين منهم: زكريا أحمد، رياض السنباطى، بليغ حمدي، محمد الموجى، محمد عبدالوهاب، سيد مكاوي، كمال الطويل وغيرهم.

ومن أشهر أغانيها الوطنية: مصر تتحدث عن نفسها، مصر التى فى خاطرى، أنشودة الجلاء، على باب مصر، وغيرها.

وغنت العديد من القصائد الدينية، مثل نهج البردة، إلى عرفات الله، حديث الروح، سلوا قلبي.
 

ومن أشهر أغانيها العاطفية:
هسيبك يا زمن، سيرة الحب، بعيد عنك، لسه فكر، دارت الأيام، أغدا القاك، فكروني، أنت عمري، أمل حياتي، فات الميعاد، حيرت قلبى، هجرتك، الحب كدة، الحب كله، هو صحيح الهوى غلاب، أروح لمين، يا ظالمني، يا مسهرني، وغيرها الكثير والكثير.

تزوجت مرتين الأولى صورية 3 أسابيع من الشيخ عبدالرحيم؛ لتتمكن من السفر إلى العراق، والثانية من الدكتور حسن الحفناوي والذي يصغرها بنحو 17 عاما‏، واستمر زواجهما حتى وفاتها، ولم تنجب منه.

ربطتها عدة إشاعات مع كبار صناع الأغنيات، منها أنها تزوجت سرا بالملحن محمود الشريف، فيما أحبها الموسيقار محمد القصبجي، والشاعر أحمد رامي، وأيضا الملحن أحمد صبري النجريدي ، ووُجد عقد زواج عرفي بالمصادفة يجمعها بالصحفى مصطفى أمين.

حصلت على العديد من الأوسمة والجوائز منها قلادة النيل 1946م، ونيشان الكمال من الملك فاروق، ونيشان أردنى عام 1955م، ووسام الأرز اللبنانى عام 1959م، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1960م، ثم قلادة الجمهورية عام 1965م، ووسام الجمهورية الأكبر التونسي عام 1968م، وفى نفس العام نالن جائزة الدولة التقديرية فى الفنون، وتنازلت عن قيمتها لصالح صندوق معاشات الفنانين، وحصلت أيضا على جواز سفر دبلوماسى تقديرا لها.

تعرضت لعدد من المشاكل الصحية فقللت من حفلاتها الموسيقية في عام 1954م، وارتدت النظارة السوداء بشكل دائم لجحوظ عينيها بسبب مشكلة بالغدة الدرقية، لم تتمكن من تأدية أغنية (أوقاتي بتحلو معاك) لمرضها المُفاجئ حيث أصيبت بالتهاب الكلى، وكانت آخر أغنياتها على المسرح “يا مسهرني”، فيما كانت آخر أغنية مسجلة فى الاستوديو هى “حكم علينا الهوى”.

سافرت لندن للعلاج، وتوفيت في 3 فبراير عام 1975م بمستشفى المعادى.

شُيعت جنازتها الحافلة من مسجد عمر مكرم، حيث كانت أكبر الجنازات فى مصر بعد جنازة جمال عبد الناصر، حيث شارك فيها أكثر من ثلاثة ملايين مصري، يتقدمهم بعض الوزراء ورجال الفكر والفن والأدب، واستمرت 3 ساعات، ودُفنت فى مقابر البساتين، لينطوي بوفاتها عصر كامل من الغناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى